عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-06-2010, 05:49 PM
المدير العـــــــــــام
ابو طالع غير متواجد حالياً
أوسمتـــي ~
وسام الاداره للتميز 
لوني المفضل : Royalblue
رقم العضوية : 9
تاريخ التسجيل : May 2010
فترة الأقامة : 5115 يوم
أخر زيارة : 05-10-2024
المشاركات : 952 [ + ]
عدد النقاط : 800
افتراضي أعدل محاكمة على مر التاريخ‎ في سمرقندي



[center] بسمالله الرحمن الرحيم

اخواني اعضاء وزوار منتدى الجلاديه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وصلتني هذه القصة واحبيت اوردها لكم لروعتها وعظم دلالتها ،

وإني لأسأل الله أن يمن علينا بنعمة عدل الإسلام

بدأت المحاكمة ؟

أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ !!

نادى الغلام : يا قتيبة ( هكذا بلا لقب )

فجاء قتيبة ، وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع

ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟

قال : اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعُـنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..

التفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟

قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ،

ولم يقبلوا بالجزية ..

قال القاضي : يا قتيبة ، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟

قال قتيبة : لا ، إنما باغتناهم لما ذكرت لك ..

قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ؛

يا قتيبة ما نـَصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.

ثم قال القاضي : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ،

وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبق في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!

لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ، ولم تدم المحاكمة إلا دقائقَ معدودة ،

ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم.

وبعد ساعات قليلة ، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو ، وأصوات ترتفع ، وغبار يعم الجنبات ،

ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا ، فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ،

في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به.

وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم ، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ،

وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ،

ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ،

حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين

وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.

فيا الله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ،

أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ، ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟

والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم .

بقي أن نعرف أن هذه الحادثة كانت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز ،

حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة ،

فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم ، فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير.



هي قصة من كتاب ( قصص من التاريخ ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله ،

وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من ( فتوح البلدان ) للبلاذري ، طبعة مصر سنة 1932 م .

وتقبلو تحياتي...[/
center]


 توقيع : ابو طالع




رد مع اقتباس