عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2011, 05:38 PM   #826

(يمكن يجي بكره احلى من اول امس)
 


الصورة الرمزية Apple Nursing

Apple Nursing غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Darkmagenta
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : May 2010
فترة الأقامة : 5505 يوم
أخر زيارة : 07-26-2015
المشاركات : 1,905 [ + ]
عدد النقاط : 10
الدوله ~
Saudi Arabia
الجنس ~
الجنس
S M S ~
ابتسمو..فلا شي يستحق العبوس
دام انا بخير واتنفس
وش تبون اكثر من كذا !!
افتراضي





قيل إنهما حُفظا بصلاح أبيهما.
فمن حفظ الله حفظه اللهُ من كل أذى. قال بعض السلف: من اتقى اللهَ فقد حفِظ نفسه، ومن ضيّع تقواه فقد ضيع نفسه والله غنىٌ عنه.
والنوع الثانى من حفظ الله للعبد أخى المستمع وهو أشرف النوعين: حفظ اللهِ للعبد فى دينه وإيمانه، فيحفظه فى حياته من الشبهات المُضِلة ومن الشهوات المحرَّمة المُذِلة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإيمان، وفى الجملة فإن الله عز وجل يحفظُ المؤمن الحافظ لحدود دينه، ويحولُ بينَه وبين ما يفسِدُ عليه دينه بأنواع من الحفظ. قال ابن عباس فى قوله تعالى (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) [الأنفال 24] قال : يحول بين المؤمن وبين المعصية التى تجره إلى النار. وقال الحسن – وذكر أهلَ المعاصى -: هانوا عليه فَعَصَوه، ولو عزُّوا عليه لعصمهم.

أخى الكريم وقوله صلى الله عليه وسلم (احفظ الله تجده تجاهك) وفى رواية أمامَك. معناه: أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه وجد الله معه فى كل أحواله حيث توجّه، يحوطهُ وينصرُه ويحفظه ويسدّده (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) [النحل 128].
ثم قال صلى الله عليه وسلم : إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، هذا منتزع من قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة 5] فإن السؤالَ هو دعاؤه والرغبةُ إليه، والدعاء هو العبادة.
قال تعالى(وقال ربكم ادعونى أستجب لكم) [غافر 60] متضمن كلامُه صلى الله عليه وسلم أن يُسأل اللهُ عز وجل، ولا يسألَ غيرُه، وأن يُستعان بالله دون غيره.
أما السؤال فقد أمر الله بسؤاله فقال (واسألوا الله من فضله) [النساء 32] واعلم أخى الحبيب أن سؤال الله عز وجل دون خلقه هو المتعيّن المطلوب، لأن السؤال فيه إظهارُ الذلِ والمسكنةِ والحاجة والافتقار.

وفيه الاعتراف بقدرة المسئول على دفع الضر ونيل المطلوب وجلب المنافع، ولا يَصلحُ الذل والافتقار إلا لله وحده، لأنه حقيقة العبادة.
وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلْق، فلأن العبدَ عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره، ولا معينَ له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل، فمن أعانه الله فهو المُعان، ومن خذله فهو المخذول، نعوذ بالله من الخُذلان.

فالعبد إذًا محتاج إلى الاستعانة بالله، فإن طلبها أعانه الله عز وجل، وإن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره، وَكَلهُ الله إلى من استعان به فصار مخذولاً.
قوله صلى الله عليه وسلم (واعلم أن الأمة لو اجتمعت ..) المراد أن ما يصيب العبد فى دنياه مما يضره أو ينفعه فكُلُّه مقدّرٌ عليه. ولا يصيب العبد إلا ماكتب له من مقادير ذلك فى الكتاب السابق ولو اجتهد على غير ذلك الخلْق كلُّهم جميعاً.

ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم رفعت الأقلام وجفت الصحف .. رفعت الأقلام أى فلا زيادة فيما كتب ولا محو لما كتب.

هذا وبالله التوفيق
والله أعلى وأعلم
 
 توقيع : Apple Nursing



رد مع اقتباس