ليست الرحلة وترك الأوطان مرتبطة بالإنسان !!



بل لا نفارق الحقيقة إذا نحن قلنا إنّ الإنسان هو الطاريء على الرحلة


والذي سبقه إليها غيره ... من الحيوانات ،والطيور ،والأسماك...



لكنَّ الشيء المختلف في هجرة سفيرنا اليوم هي :



أنَّ هذا الحيوان هو الأول من بني جلدته الذي يكتب له أن يرتحل متن طائرة


ويسافر مع إخوته الثلاثة إلى لندن !!



ولا أدري هل ذهب بشهابته ولونه الصحراوي !!أم لبس لباساً يدنيه من زي


الغرب الذي أزمع الرحلة إليه ؟؟


فإن ذُكر لكم أن في لندن جرابيع عليها مسحة من الجزيرة فاعلموا أنها من ذرية


هذا الجربوع وإخوته !!



وذلك في شهر يونيو عام 1938م



وتعود تفاصيل حياة هذا الجربوع الذي دخل التاريخ من أوسع جحوره إلى تاريخ


السادس عشر من شهر مارس من العام المذكور، حيث وضعته أمه مع أربعة


من إخوته في صندوق وضعه لها الرحالة الغربي الليفتنانت كولونيل ...



حيث يقول عن متابعته لنمو الأدراص الصغيرة


(الأدراص جمع درص وهوصغير اليربوع ويصغر على صغره على دُريص . وفي :


المثل ضلَّ دُريصٌ نفقه . وأم أدراص هي اليربوع ، قال الشاعر :


فما أم أدراصٍ بأرضٍ مضلة .....بأغدر من قيس إذا الليل أظلما .)



يقول صاحب القصة : فألقيتُ نظرة عليهم في السادس والعشرين من الشهر


فوجدتهم كلهم أحياء ، وفي صحة جيدة،وكان لونهم لا يزال وردياً، وجسمهم يخلو


من الشعر، وفي الثامن من إبريل كبروا وأصبحت صحتهم أفضل من ذي قبل


،وفي الرابع عشر من إبريل اكتسى جسم جميع الصغار بالفرووفي الثاني


والعشرين من الشهر خرج خمسة من الجرابيع الصغار ،من عشهم وأخذوا


يقفزون هنا وهناك ويأكلون الشعير والفصة ،غير أن أرجلهم لم تكن قد ثبتت


من تحتهم بعد .



مما يجدر ذكره هو أن هذا المستشرق رأى نوعي الجربوع الموجودة


في جزيرة العرب :



الجربوع الشيرازي ،أو الفراتي ، ويسمى عند البدو الشراثي ، والشرافي والشفاري في معاجم اللغة .







الجربوع الجاروتي كما سماه المستشرق الليفتنانت كونيل .


ويسمى أيضاً الرهاطي ...


ويسمى التدمري في اللغة العربية .







وفي النوعين السابقين يقول الشاعر :



وإني لأصطاد اليرابيع كلها............شفاريها والتدمري المقصعا...









أترككم بحفظ الله ورعايته ...

لا غشـــاك الليل وأسرف بك
الحزن العميق
جـنـب وجـيه البشر .. وإسـجـد
لـ[خالقها] ..