لا هــــــذه عـــنـــــز فـــــــطــــارت....

عِنَدَمّا تَنْتَهِيَ مِنْ الْكِتَابَه فِيْ زَاوَيَةٍ مَا , يَأْتِيَكَ الْعُضْوِ الْرَّابِعُ
لِيُكْمِلَ مُهِمَّتِهِ وَهِيَ إيْجَادُ الْخطَأ بِأيِّ وَسَيْلَة كَانَتْ , وَاشِيّرِ الَى بَعْضِ افْعَالَهُمْ ...

( يَبْدَأُ بِالْعُنْوَانِ وَالْمُحْتَوَىْ وَاذّا لَمْ يَجِدْ شَيء يَنْتَقِدُهُ وَلَا يَسْتَطِيْعُ انْ يفْتَحَ بَابُ

حِيَلِهِ إِنْتِقَادٌ , يَلْجَأُ لَحْظَتَهَا إلَى الْأخْطَاءَ الْإمْلَائِيْهُ وَيَرْشُّحُ نَفْسهُ بِأَنَّهُ سِيْبَوَيْهِ زَمَانِهِ

وَإنْهَ صَاحِبِ الْفَصَاحَةِ وَالْبْلاغِهُ , وَيَبْدَأُ بِالْنَّقْدِ عَلَىَ مَا بَدَا لَهُ بِأَنْ هَذَا مَنْصُوْبٌ وَهَذَا

مَجْزُوْمٌ وَذَاكَ نَعْتٌ يَتْبَعُهُ مَنْعُوْتٌ , وَهْنَا تُوْضَعُ كسْرَةً.. وَهُوَ وَامْثَالُهُ يَكْسِرُوْنَ طُرُقِ

الْنَّجَاحِ امَامٍ عَاشِقِيْهِ فَلَا كَثَّرَهُمْ الْلَّهِ ) ...

وَعِنْدَمَا تَقُوْمُ بِرَسْمِ رَأْيَ لِلْمُجْتَمَعِ يَحُثُّهُمْ عَلَىَ الْتَّوَّاصُلِ وَالاخُوُّة يَأْتِيَكَ يَجُرُّ الْخُطَى

صَاحِبَ تِلْكَ الْزَاوْيَهْ

لِيَقِفَ أمَامَكَ وَيَقُوْلُ (أَنْتَ عَلَىَ خَطَأٍ .. أَنْتَ عَلَىَ خَطَأٍ) وَيَسْتَدِيْرُ إِلَىَ

زَاوِيَتِهِ ....وَيَرْفُضُ بِلَا اسْبَابٌ وَبِدُوْنِ تَعْلِيْلِ وَيَالَيْتَهُ لَمْ يَبْرُزْ نَفْسِهِ مِنْ تِلْكَ الْزَاوْيَهْ...

(وَسَتَرَ غِلَّهُ وَحِقْده فِيْ صَدْرِهِ)

أنْتَ يَامَنْ كتبتْ فَأَبْدَعَتْ .............وَانْتَ يَامَنْ انْدْهِشْنا بِبَرَاعَة رَسمكِ..

لَا تَقُوْمُوْا بِالْرَّدِّ عَلَىَ هَؤُلَاءِ أتَعْلَمُوْنَ لِمَاذَا ؟

لِأَنَّهُمْ مِنَ الْدَّاخِلِ مُقْتَنِعُونَ بِأَنَّكُمُ نَاجحُوْن وَأَنْ شِعَارُكُمْ الْتَمَيُّزِ وَالابْدَاعْ , وَإنْهَمَّ لَوْ

جَمَّعُوْا قُدُرَاتِهِمْ ومَهَارَاتِهُمْ فَهُمْ وَاثِقُوْنَ بِأَنَّهُمْ لَا يَصِلُوْنَ إِلَىَ مَا وَصَلْتُمْ إِلَيْهِ وَلَا

يُحَقِّقُوْنَ مَا حَقَّقْتُمْ .

فَهُمْ يُخْفُوْنَ مَا لَا يُبْدُونَ لِيُثْبِتُوَا لَهُمْ وُجُوْدٌ وَجُهَدٍ وَتبْرزُ أَسْمَائِهِمْ وَلَوْ بِالْنَّقْدِ وَتَجْرِيْحِ

الْاخِرِين ....

الْنَّجَاحَ لَابُدَّ لَهُ اعْدَاءَ , وَلَوْ لَمْ يَكُوْنُوْا لَأَصْبَحَ الْنَّاسِ كُلِّهِمْ نَاجحُوْن ,....وَلَكِنَّ يَاعاشِقَ

ويَاطَالِبُ الْنَّجَاحَ , أَنْتَ لَا تَتَذَوَّقَ حَلَاوَةَ نَجَاحُكَ إِلَا عِنْدَمَا تَحْصُلُ عَلَيْهِ مِنْ أَمَامِ

الْنُّقَّادِ وَالْحُسَّادِ وَالاعْدَاءِ ....

وَاصِلْ خُطَاكَ وَدْعِهِمْ وَمَا يَقُوْلُوْنَ , وَلَا تَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَلَا تُجَادِلَهُمْ فَإِنَّكَ لَوْ أَحْضَرَتْ جَمِيْعِ

الادِلَّهُ وَالْحجَجِ فَإِنَّهُمْ لَا يَقْتَنِعُونَ كَمَا اسْلَفْتُ ..

وَاذْكُرْ لَكُمْ تِلْكَ الْمَوْقِفِ مَعَ احَدٍ كِبَارُ الْسِّنِّ..

فِيْ احَدٌ الْايّامِ كُنْتُ اتَناقِشِ مَعَ احَدٍ كِبَارُ الْسِّنِّ فِيْ مَوْضُوْعِ مَا , وَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ

تَطَرَّقْنَا فِيْ حَدِيْثِنَا عَنْ هَؤُلَاءِ الْنُّقَّادِ وَالْجِدَالِ مَعَهُمْ , فَقَالَ لِيَ أتركهم وَلَا تُجَادِلهُمْ

وَدْعهمْ فِيْ غَيْظِهِمْ وَجَهْلِهِمْ ,وفي نهاية حديثه قال اذْكُرْ لَكِ هَذَا الْمَثَلَ:

( كَانَ هُنَاكَ شَخْصَانِ يَمْشِيَانِ فِيْ طَرِيْقِ وَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ , رَفَعَ احَدُهُمْ رَاسَهُ وَشَاهِد مِنْ بَعِيْدٍ طَائِر نَسْرٍ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ انْظُرْ لِذَلِكَ الْنَّسْرِ فَرْدً عَلَيْهِ فَوْرَا هَذَا لَيْسَ نَسْرٍ بَلْ هَذِهِ عَنْزٍ ..فَقَالَ بَلْ نَسْرٍ رَدَّ عَلّيْهِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَيَتْبَعُهُ عَلَامَاتِ غَضِبَ بَلْ هَذِهِ عَنْزٍ بِلَا جِدَالِ.... خَفَضَ صَوْتَهُ فَقَالَ دَعْنَا نَذْهَبُ الَيْهِ لِنَتأكّدّ مّاهْوَ؟
تَوَجَّهُوْا الَيْهِ وَلَمَّا اقْتَرَبُوا قَلِيْلا طَارَ فَقَالَ انْظُرْ انَّهُ طَائِر نَسْرٍ فَقَالَ لَا بَلْ هَذِهِ عَنْز فَطَارَتْ)

فَإِذَا هَذِهِ رَدَوْدهُمْ عِنْدَمَا يضِيْقُ بِهِمْ الْامْرِ فَلِمَاذَا نَتَسَمَّعُ لِمَا يَقُوْلُوْنَ.....

قَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَنَا زَعِيْمٌ بِبَيْتٍ فِيْ رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقا .....) (دَ-تَ-جَهَ) قَالَ الْأَلْبَانِيُّ ( حُسْنُ ) صَحِيْحٌ الْتَّرْغِيْبِ وَالْتَّرْهِيْبِ [3 / 6 ]

.................................................. .....

الــــــبــــحر الــــغـــــربي