|
|
|
|
|
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
تبديد القلق
تبديد القلق
ان جميع الناس يناشدون العلاج حين يعضهم الالم , لكن خير من هذه ان يفتشوا عما يمنع وقوع الألم قبل ان يدهمهم . وهذا ما يدفعني ان اعرض عليك وصفه ناجحه , سريعة المفعول , وقابله للتطبيق في كل لحظه . ولابد ان هذا قد استثارك الآن , فانت تود مني الاسراع في افضاء هذا السر , فلن اطيل عليك . فاقرأ هذه القصه : ( انا ويلس كاريير اعمل مهندسا في شركة كاريير ذات الشهره العريضة في سيراكيوز بولاية نيويورك وتعتبرني الشركة راس مال لها , مما جعلني الممتن على الدوام لكن الحياة لم تسر معي دائما بصورة تدعو الى الغبطه والارتياح على العكس من ذلك فقد جابهت في شبابي اياما عسيره وكان القلق هو اعسر ماجابهته من معضلات ونني لأذكر حادثه واحده بهذا الصدد وهي كافيه للتدليل على ان بوسع المرء ان يقهر القلق ويتغلب على مخاوفه اذا شاء غير ان هذا يتطلب بعض الحكمه وقليلا من المجازفه . اما تلك الحادثه التي لاتزال آثارها منطبقه في ذاكرتي فهي : عندما كنت شابا التحقت بوظيفة في شركة فورج بمدينة بفلو من اعمال مدينة نيويورك وفي ذات يوم استدعاني مدير الشركة وكلفني بمهمه خاصه وكانت تلك المهمه ان ابتكر آله لتنقية الغاز في مصنع تابع لشركه عميله هي ( شركة بتسبرج للزجاج ) وهي تقوم في مدينة كريستال بولاية ميسوري حيث انشأت مصنعا كلفها مليون دولار . وبدات العمل وجعلت ارهق اعصابي علني اخترع آله تضمن لشركة فورج حقها في تقاضي الاتعاب المتفق عليها مع شركة بتسبرج . وبعد عناء مرير وقفت الى ابتكارآله جديده فستطارني الفرح لكن الفرحه لم تطل وياللاسف اذ ان الآله اخفقت في تجربتها العلميه الاولى . انني لم ادخر وسعا كما انني لم اكن غبيا , ولكن تنقية الغاز كانت فنا لايزال في مراحله الاولى ولهذا برزت لي عقبات لم أكن قد اخذتها بعين الحسبان . واذهلني الفشل واحسست وكانما لاجدوى من حياتي الباقيه فهل اظل احمل راسا يذكرني على الدوام بانني فاشل لم اعد اطيق النوم وساء لدي الهضم واصابني امساك دائم نتيجة لاظطراب الاعصاب في الامعاء وغدت الدنيا ضبابا كثيفا اسود في ناظري الست فاشلا . واخيرا ومن ثنايا هذه الحاله النفسيه المضطربه الاليمه بزغ لي نور باهت من الفكر وبفضله اهتديت الى الى طريقه بسيطه اعادت لي مرح الحياة ,ان لم اقل دفعتني الى سلم النجاح والصعود حتى غدوت مديرا للشركه نفسها , لقد عثرت على وصفه للقلق وهي تتكون من ثلاث كلمات : • الاولى : اخذت احلل الموقف منطلقا من اسوا الظروف فقلت : ترى ماذا ستفعل بي الشركه لو اخفقت كليه ؟ انها لن تلجأ الى القضاء فتسجنني ولن تنجح لو حاولت الحصول على حكم باعدامي .. إذن سأظل رجلا كما انا . نعم انهاستفقد عشرين الف دولار دفعتها على امل التوصل الى ابتكار جديد لكن ماالذي يمنعها ان تضيف هذا المبلغ على حساب الابحاث في فروعها ! • الثانيه : ان كل ماتستطيعه الشركه هي طردي ومن السهل حينذاك ان اعثر على عمل في شركه اخرى . نعم سيكون لدي نقطه سوداء في الوظيفه الجديده ولكن هذا لن يسد الطريق امامي لأن ابدا الحياة الثانية من جديد . وساشرح لرؤسائي الجدد في تلك الحال انه ليس محتوما ان تنجح جميع تجارب المبتكرين , وان الفشل هو الاصل في الاختراعات , اما النجاح فهو الشاذ الذي لاتنطبق عليه القاعده . وانتهيت من هذه الفرضيات , ووطدت العزم على تقبل مهما يحدث , وحينئذ شعرت بكثير من الارتياح والأطمئنان , واحسست بنسبه من الثقه تتسلل الى نفسي . فتحسنت صحتي وفارقني الاضطراب وانقلبت رجلا متحديا للحياة بثقه . وعقب ذلك رايت نفسي انجرف نحو الخطوه الثالثه : • الثالثه : مادام الفشل هو الأصل , فلماذا لااحاول التخفيف من هذا الفشل بأن انقذ مايمكن انقاذه . انه كسب لي على الحال . وكانت تراودني فكرة .. لكني متهيب من تطبيقها لانها تكلف خمسة آلاف دولار . ففكرت ان الشركه لن تتأثر بخمسة الاف دولار .فيما اخفقت بعد تطبيق هذه الفكره . ومادامت قد افترضت انها قد تخسر عشرين الفا , فلن يخل بميزانتها 25 الف دولار إذن فلأطبق هذه الفكره . وفعلت , وكنت الآن اعمل بصفاء ذهن , وبروح يفعمها التحدي , ومن حسن الحظ ان تلك الفكرة كانت صائبه , فنجح الاختراع وكسبت الشركه 15 الف دولار بعد تسديد مختلف النفقات . والآن , اراني في موقف الناصح المجرب لكل من يضايقه القلق , فاقول أنطلق من اسوا الظروف , ووطد العزم على تقبل اسوأ النتائج , وحينئذ تتحرر طاقاتك المكبوته التي كان يشلها القلق , وتشعر بشيىء من الحياة الجديده يدب في جسدك وعقلك على السواء . ومما سبق تتجمع لديك ايه القاري الكريم .. قاعدة وهي : 1. اسأل نفسك ماهو اسوا احتمال قد اواجهه . 2. وطد العزم على تقبل ذلك الاحتمال . 3. اشرع في انقاذ مايمكن انقاذه عند ذاك . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|