بغيت أعدل مايل الناس وأزريت **وأزريت أعدل ما يلٍ في ضميري

ساير بن راجح
هو : ساير بن راجح بن عوض بن حامد المزيني من آل حامد من الهواملة بطن من بطون قبيلة مزينة وأخواله من قبيلة شمر ولد في منطقة القصيم وعاش فيها أكثر شبابه ولم ينقل له الرواة قصائد كثيرة حتى المقربين منه مثل إخوته الخمسة ( سرور - عبد الله - رغيان – هزاع- عبيد ) وأبناء أخوته وهم كثير لم يحفظوا له كثيراً من شعره وضاع أكثر شعره رحمه الله وقد تزوج امرأة من أهل حائل وتوقف عقبه رحمه الله فلم يكن له منها ذرية سوى بنت واحد تعيش في حائل وكان أخوه غير الشقيق عبيد بن راجح بن عوض بن حامد وأخواله من العريمات من مزينة قد توفي رحمه الله في مستشفى الملك فهد ببريدة وهو آخر أبناء راجح بن عوض بن حامد وأصغرهم جميعاً رحمهم الله وساير بن راجح هو ابن عم والد الشاعر علي بن عبد الله المفضي حيث أن راجح ومفضّي أبناء عوض الحامد أخوة أشقاء فرحم الله الجميع .
ساير بن راجح بن عوض بن حامد
علي بن عبد الله بن مفضي بن عوض بن حامد
وكان من أخبار ساير بن راجح رحمه الله قديماً أنه كان بينه وبين أمير عنيزة خلافات فهرب من القصيم عندما علم أن أمير عنيزة طلب من أمير بريدة قتل ساير وتوجه إلى العراق برفقة جماعة من قبيلة شمر وبالتحديد البصرة ومما قاله عند هروبه من القصيم متوجهاً إلى العراق وكان على قعوده ويقال له صفيّر وكانت رواحلهم أسرع من قعوده فكان يتأخر عليهم فيقولون لأميرهم ننتظر خوينا وكان أميرهم يرفض ذلك ويقول إذا نوخنا ياصلنا فقال:

قومن تحللك يا صفيّر ------ ورى ما تعانق هل الخور

وبعد وصوله البصرة استقر فيها ودرس في مساجدها وطلب العلم الشرعي وكان والده
لا يعلم مكانه ثم بعد ذلك أرسل قصيدة لأخيه سرور يقول فيها :

كريم يا مزن نشأ العصر مزبور ------ عساه خير ولا يجي به نكاده
عساه على دار الأهل يأخذ الدور ----- ويأخذ ثمان أيام ويافي عداده
يا سرور سلم لي على العود يا سرور ---– طلق الحجاج اللي بهرجه ركاده
الحر الأشقر ماكره راس شنذور -----------------

ثم بين لهم في باقي القصيدة أنه في العراق وبين كيف هي حاله ومعاشه هناك وغربته
ثم ذهب من العراق إلى الكويت ونزل على بن سعود في الكويت وتوجه مع بن سعود إلى الرياض وأخذ الحكم بن سعود وأستقر الملك في الرياض حتى انتهى ابن سعود من ضم نجد وحائل وعندما قدم ساير بن راجح إلى الكويت من العراق غير اسمه من ساير بن راجح إلى نافع الحربي
((وقد ورد هذا الاسم نافع الحربي مع الذين دخلوا مع الملك عبد العزيزإلى الرياض ))
ونافع غير معروف بالنسبة لي ولم أجد عن نافع الحربي هذا شيء سوى أنه ليس له ذرية ولا عقب والغريب في الأمر أنه في احتفال المئوية عام 1419هـ استلم أبناء الستين رجلاً الذين دخلوا مع الملك عبد العزيز الرياض أو من ينوب عنهم شهادة تكريم بذلك ولم يحضر لنافع الحربي أحد وقد حفظت على ما أضن في دارة الملك عبد العزيز وبعد ما انضمت حائل إلى بن سعود رجع ساير إلى إخوته وقد توفي والده راجح بن عوض بن حامد المزيني رحمه الله قبل قدومه إليه وجلس ساير رحمه الله أطراف حائل مع أخوته وبعدها أستقر في السبعان حتى توفي رحمه الله عام 1354هـ تقريباً وله أخوة غير أشقاء وأبناء عم موجودين في القصيم في عيون الجواء والبدائع وبريدة على وجه الخصوص والرياض ولا أعلم هل كان زواجه رحمه الله في آخر حياته قبل فتح حائل أو بعدها أو قبل ذلك في شبابه ومن أشهر قصائده المتداولة بين الناس وخاصة البيت الشهير

(بغيت أعدل مايل الناس وأزريت - وأزريت أعدل ما يلٍ في ضميري )

وهذا البيت من قصيدة يخاطب فيها أخيه سرور بن راجح بن عوض بن حامد وكان كثيراً ما يخاطب أخاه سرور مع أن له خمسة أخوة وربما لأنه الأخ الأكبر له ويقول فيها :

يا سرورأنا في عالي الرجم عديت - - -----وحاولت أفكر وأفتكر مثل غيري
دعيت ناسٍ خالفوني وناديت ----- ------ وأقفو وأنا في ماقفي مستخيري
بغيت أعدل مايل الناس وأزريت ---- ---- وأزريت أعدل ما يلٍ في ضميري
ما جتني الدنيا على ما تمنيت ----------يوم انقطع حبل الرجاء من عشيري
وأيست من طرد المقفين وأقفيت ---------- نزلت ملواحي وبرقعت طيري
وإلى وجب واجب علي استعديت --------- ماني مهين ولا ذراعي قصيري

ومن القصائد المشهورة له أيضاً تلك التي قيل أنه أوقف بقافيتها الحمار من باب المراهنة
وقد نسبت لكثير من الشعراء وتم التعديل فيها وزيد عليها وقيل عن مناسبتها الكثير
وفيها يقول ساير :

يا ونتي ونت من الغوش ماشي ------ أبوه مات وما ورث عنده ادباش
أبوه مات وما ورث غير حاشي -- وخربش على الحاشي ومن عنده إنحاش
خربش على الحاشي وطقه خراشي -- وأتل العهد به هف مع حزم عكاش
عيني وقلبي بينهن أهتواشي ------- وأزريت أميز بينهن ظبي الاوحاش
عيني تقول أصفر بياضه نواشي---- وقلبي يقول أبيض كما قطعت الشاش
إن كان أهو جاني فيا برد جاشي ---- وإن كان ما جاني فلا باردٍ جاش
يا زين عطني حبةٍ لو نواشي --------- تروي بها قلبٍ متيم ومعطاش

ومنها أيضاً :

يالله عسى غر المزون النواشي -------- تنثر حقوق الماء على دار عماش
يامن ذكر لي يا مداوير حاشي---------- مبطي وأنا ادوره والبال منداش
وسمه ثلاث رقوم ما غيرها شي --------- ومن الوسوم الباقية ما عليهاش
ياشيب عيني كيف أبرضى القشاشي------ مثل الشعيب اللي إلى سال قشاش

وهناك رواية أخرى للقصيدة وقد قيل أن ساير كان يقول الشعر في مجلس فمازحه أحد جماعته
( كأنك بن سبيل الشاعر ) فأرسل راجح هذه القصيدة لابن سبيل والله أعلم وهي كالتالي :

ياراكب اللي مشيهن بهتواشي --------- نقاش دلٍ فوقهن وأي نقاش
ومفرضٍ بكوارهن للدخاشي --------- مزينٍ شغل الميارك والانتاش
وسلاح أهلهن بالقروش الشواشي ---- وقصار ماطلع غيبهن كل شواش
وان روحن مثل الكهام النواشي ------- ولهن عن الدو المضلل تجحواش
يلفن لابن سبيّل حلول المعاشي ------يوم الردي راسه من السهر ينداش
يذبح لاهلهن من كبار الكباشي ------- وأربع معاميل على زل وفراش
السد ما يبدى على كل لاشي ------ وتسعين إبرة ما يجن صرف منقاش
عيني وقلبي بينهن اهتواشي --------وعجزت افرق بينهن ظبي الاوحاش
عيني تقول ابها حمار نواشي --------وقلبي يقول أبيض كما قطعة الشاش
في عينه اليمنى طوابير باشي ----------وفي عينه اليسرى مدافع ورشاش
ياونتي ونة من الغوش ناشي -----------أبوه مات ولاورث عقبه ادباش
أبوه مات ولاورث كود حاشي ------- وصكوا عليه ابغبشة الليل وانحاش
يالايمي صابك عمى وانطراشي ------وعسى الطبيب اللي يداويك غشاش
نفسي عزيزة ماتريد القشاشي --------ولاني الشعيب اللي ليا سال قشاش
كريم يامزن سرى له تواشي -----------ينثر حقوق الماء على دار عماش
يازين عطني حبة لو نواشي -----------أردع بها قلب على الحب معطاش
مانساه كود الذيب ينسى المواشي ---------وابن رشيد يبيع برزان بعشاش

ومن أشعاره أنه كان مع أخيه سرور وكانوا مع ربعهم بأحد الديار فكأن سرور لاحظ على أخوه ساير كثرة الضحك مع الصغير والكبير وبصفة أنه أخوه الكبير أراد أن يقول له لا تكون بهذا الحد .... وأن الناس ربما يتعايبون هذا الشيء فأنشد ساير :

ياسرور كان إن ضحكـك قنوعـي ---- ضحكن مع الخلان ما به عذاريـب
اضحك أوسع خاطري مع ربوعي ------- وأنا احمد الله محتميـن المواجيـب
ولا ينقلون الزوم غيـر التبوعـي --------ولا النشاما بالمذاهـب رعابيـب
وكان أنت تذرع ذرع ناساً تبوعـي----- وكان أنت طيب يتعبونك هل الطيب

وله أيضاً :

لا حصل باليوم عشرين ربيه --------------- كل يومٍ مقعدٍ زين وفراشي
وإن ظهرت أقصى مداي الرميثية ----------- والغزال مكيفٍ عنه الأوحاشي
يا كريم ترد لي عقب هالجيه ------------- أشهد أني ناسلٍ عقب مطراشي
وهقوني بالكلام العريضية -------------- لو أدل الدرب شرقت منحاشي

رحم الله الشاعر والفارس ساير بن راجح بن عوض بن حامد المزيني رحمة واسعة وسواء كان ساير بن راجح هو نافع أو غير ذلك فلا يقلل من قيمة الإثنين وأبناء حامد أجواد كرام أهل وفاء وأمانه ولا يعيبهم أنهم ليس معهم من حطام الدنيا شيء والله أعلم