|
|
|
|
|
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
هل حرقناه قبل أن يحرقوه..؟؟!!!
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
أما بعد ... هل سمعتم بدعوة القس الأمريكي تيري جونز لحرق المصحف في ذكرى أحداث الحادي عشر من ستمبر ؟؟ بالتأكيد وماذا استفدتم ؟ وما الذي تغير فيكم ؟ عرفنا مدى الحقد الذي في قلوب هؤلاء تجاه الإسلام ، وتوالت الدعوات في أرجاء الأرض لنصرة كتاب الله تعالى والدفاع المستميت عنه ، حتى تراجع بفضل الله تعالى عن دعوته . فقط ؟؟ نعم ، نصر الله كتابه ، وحفظه من عبث العابثين مصداقا لقوله تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " هل هذا ما تعلمتموه ؟؟ وماذا تريد منَّا أكثر من ذلك ؟ يبدو أنك تريد شيئا مختلفا نعم إنني رأيت في هذا المشهد صورا إيجابية تستحق الإشادة ، صورة الغيرة التي تجلت في وقوف المسلمين صفًا أمام هذا الفعل الخبيث المشين الدال على الحقد الدفين . وفرحت وأنا أرى الزعماء والرؤساء يدلون بدلوهم في هذه القضية - على غير المعتاد - لكني آلمني حقا ثقافة كثير من المسلمين اليوم أصحاب توجه " للبيت رب يحميه " فالله أنزل القرآن ، وهو الذي سيحفظه ، وكأن الأمر لا يعنينا . آلمني مشهد فراق رمضان شهر القرآن ، واختيار التوقيت لينزل الغم بالمسلمين بعد يوم عيدهم ، أوقد صار الاستخفاف بنا لهذا الحد ؟؟ وأخطر ما هالني ، ورأيتني أعود بالعتاب المر على نفسي قبل غيري ، أن تأملت مصاحف المسلمين وقد علاها التراب طوال أشهر العام ، ولا أراهم يتذكرونه ويتعارفون عليه إلا في رمضان . . إن المسلمين أحرقوا القرآن قبل أن تسول لهؤلاء أنفسهم فكرة حرقه ، حرقوه يوم اتخذوا تلاوته عملا ، حرقوه يوم ابتعدوا عن حكمه ، حرقوه يوم اتخذوه بركة تحت الوسائد ، ومعلقا في السيارات . كونهم يعادونه ليس بمستغرب ، ولكن الغريب أن لا يتحرك للمسلمين ساكن لقد سبق لرئيس الوزراء الإنجليزي "جلادستون" (1809 1898م) أن قال: "إننا لن نستطيع هزيمة المسلمين طالما ظلوا متمسكين بهذا القرآن"!... ولذلك، تعددت وتتعدد مظاهر العداء الغربي والمتغرب للقرآن الكريم.. وتتراوح بين الهجوم الفج.. وبين ألوان التأويل العبثي التي تفرغ القرآن من حقائقه الخالدة.. وبين محاولات التشكيك في الحفظ الإلهي لهذا القرآن الكريم.. هل فهمتم ؟؟؟؟؟ إنني أواجهكم بالواقع بكلمة واحدة : - إذا لم تخرجوا من شهر القرآن وقد صارت معرفتكم بالقرآن كمعرفة الوالد بولده فآسف جدا ، من هكذا يتعامل مع القرآن . " الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ " [ الأنعام : 20] - هل فهمتم هذه الإشارة الربانية في قوله تعالى : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" [ البقرة : 185 ] فعرفتم الطريق ، وتبينت لكم مناراته ، وزالت حيرتكم يوم صار القرآن فرقانا بين الحق والباطل ، بين الخبيث والطيب ؟؟ يا أمة القرآن ... البداية عودة لفهم القرآن ، عودة لتدبره ، إحياء معانيه نحن نريد : (1) أن ينهض المسلمون ليستمسكوا بالكتاب " خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ " (2)أن نوقن أن بداية الإصلاح : " وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ " [الأعراف : 170] (3)أن تتضافر الجهود نحو " تدبر القرآن " الأمة في أمس الحاجة لتفسير يلامس الواقع ولا يخرج عن جادة الطريق ، تفسير لا يلوي أعناق الآيات لخدمة المصالح والأهواء ، وفي نفس الوقت يشعرك في الألفية الثالثة بأن القرآن أنزل ليكون خالدا ، لكل زمان ومكان . فمتى تشعرون بأهمية هذه العبودية الغائبة " تدبر القرآن " ؟ ومتى يبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق الخطوة الأولى لنهضة المسلمين : " رجوع حقيقي للقرآن " هذا بلاغ للناس ولينذروا به ، فستذكرون ما قلت لكم ، وأفوض أمري إلى الله ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|