الذين يمسخون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن مسخ قردةً وخنازير من بني إسرائيل

قال تعالى ( ولقد عمنا الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قِرَدَةً خاسئين) وقد ذكرت فيما سبق كله حول موضوعٌ عظيم في العقيدة خالفنا فيه بعض الفرق الضالة مثل الجبرية والقدرية وبينَّا أن حكم الله وأمر الله وقضاء الله تبارك وتعالى وكلماته وإذنهُ وجعله إلى غير ذلك أنها تنقسم إلى نوعين إلى كوني قدري وإلى شرعي وقلنا إنَّ قضاء الله الكوني القدري فيه ما يحبه الله وفيه ما يكرهه أمَّا أمره الشرعي فكله محبوبٌ لله تبارك وتعالى وقلنا إن قضاء الله الكوني القدري نافذُ لا محالة أمَّا قضاءه وحكمه الشرعي يفعله ويقوم به بعض العباد وقد لا يمتثله ويقوم به بعضهم كما هو الواقع , وأمَّا الحِكم وراء القضاء الكوني القدري والأمر الكوني القدري فلاريب أن وراء ذلك حِكم حكماً عظيمة ويأتي إن شاء الله بيانها أو بيان بعضها في موضعها لاكن الأشياء العامة يمكن أن تؤخذ منها من هذا ,
أن العباد إذا لم يقوموا بما أمرهم الله وسنه لهم شرعاً فحينئذٍ يأتيهم قضاء الله الكوني القدري تأمل هذه وهي محورُ درسنا لهذه الليلة وهي مسألةٌ عظيمه إن العباد إذا لم يقوموا بما أمرهم الله عز وجل وإذا لم ينتهوا عما نهاهم الله عز وجل حينئذٍ تأتي السنن الكونية القدرية إذاً قوله ( كونوا قردةً ) هذا من باب الأمر الكوني القدري, (كونوا قردة) أي أنَّ الله مسخهم أي مسخ صورهم فصارت على هيئة صورة القرود والقرآن جاء فيه المسخُ على نوعين مسخٌ للقلوب والأفهام كقوله تعالى ( وآخرين منهم لمَّا يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم مثل الذين حمُّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمارِ يحمل أسفارا )
هذا مسخٌ للقلوب ومسخٌ للأفهام.
وأمَّا مسخُ الصور فكما في هذه الآية والآيات الأخرى هذا من ناحية من ناحية أخرى قصَّ الله عز وجل علينا في كتابه العزيز كثيراً من ذنوب عباده كأكل المال بالباطل وأكل الربا ولاكن لم يذكر أنه مسخهم لم يذكر ! نعم عوقبوا ولاكن لم يُعاقبوا بالمسخ قد يكون هذا في الآخرة كما سيأتي من كلام شيخ الإسلام ابن تيميه فما السِّرُ لاحظ في أن هؤلاء مُسخت صورهم فقيل لهم (كونوا قِردةً خاسئين) من المعلوم أنَّ القرد هو أشبه الحيوانات بصورة الإنسان لاكنه يخالف الإنسان
كما قال شيخ الإسلام : يخالفه في الحد والحقيقة مالذي فعله هؤلاء حرَّم الله عز وجل عليهم الصيد يوم السبت فوضعوا شباكهم يوم الجمعة وكانت الحيتان لا تأتي وهذا ابتلاءٌ من الله وتقدم شيءٌ من الحكمة في هذا الابتلاء وكانت الحيتان لا تأتي إلا يوم السبت فقط تأتي وتظهر بإعدادٍ عظيمه قال تنثرُ الماءَ بخراطيمها فما الذي صنعه هؤلاء وضعوا الشباك يوم الجمعة ولم يأخذوها يوم السبت متى أخذوها , أخذوها يوم الأحد فهم في الظاهر لم يذنبوا لاحظ هذه الفائدة العظيمة تنبه لها وأحذر منها غاية الحذر فهم في الظاهر وفيما فعلوه وتأولوه أنهم ما خالفوا الأمر لأن الله نهى عن الصيد يوم السبت هم ما صادوا يوم السبت هم وضعوا الشباك يوم الجمعة وأخذوها يوم الأحد اسمع ماذا يقول الشيخ رحمه الله شيخ الإسلام ابن تيميه يقول (وأعلم أنَّ هؤلاء نسخوا قردةً لأن صورة القرد فيها شبهٌ من صورة الإنسان في بعض ما يذكر من أوصافهم فلما مسخ أولئك المعتدين دين الله بحيث لم يتمسكوا إلا بما يشبه الدين أي في الظاهر أي في بعض ظاهرة دون حقيقته مسخهم الله قردةً كيف ؟ يعني؟ الجزاء من جنس العمل مسخهم الله قردةً يشبهونهم في ظاهرهم دون الحقيقة كما فعلوا بالدين هم ماذا فعلوا بالدين مسخوه فماذا فعل الله عز وجل بهم مسخهم قردة يشبهون القردة في بعض ظاهرهم دون حقيقتهم ولو أشبهوهم في كلِّ شيء لم يحصل العذاب عليهم بل بقيت حقائقهم كما هي وصورهم نسأل الله العافية والسلامة صور قردة ( جزاءً وِفاقا ) يقول الشيخ يقوي ذلك أن بني إسرائيل أكلُ الربا وأكلُ أموال الناس بالباطل كما قصة الله في كتابه وذلك أعظم من الصيد المحرم في وقتٍ بعينه ألا ترى أن ذاك حرامٌ في شريعتنا أيضا والصيد في السبت ليس حراماً علينا ثمَّ إن أكلة الربا وأموال الناس بالباطل لم يعاقبوا بالمسخ كما عُوقب به مستحلُّ الحرام بالحيلة وإنما عُوقبُ بشيءٍ أخر من جنس عقوبات غيرهم .
أنظر الفهم العظيم العميق ويشبه والله أعلم أن يكون هؤلاء لمَّا كانوا أعظم جرما فإنهم بمنزلة المنافقين وهم لا يعترفون بالذنب الآن الإنسان الذي يأكل الربا قد يعترف بذنبه قد يخاف من ذنبه وقد يتوب يوماً من الدهر من هذا الذنب لاكنَّ الذين يفعلون هذا الفعل لا يعترفون بذنوبهم بل يرون أنهم ماصنعوا شيءً ويأتي الاستطراد وهم لايعترفون بالذنب فقد فسدت عقيدتهم وأعمالهم كما قال أيوب السختياني لو أتو الأمر على وجهه لكان أهون يقول لو خالفوا الأمر وصادوا يوم السبت لكان أهون لو أتو الأمر على وجهه كان أهون وكانتَ عقوبتهم أغلظ من عقوبة غيرهم فإن من أكل الربا والصيدَ المحرم عالما به عالماً بأنه حرام فقد أقترن بمعرفة اعترافه بالتحريم وهو الإيمان بالله والآيات ولا ريب أن ذلك يترتب عليه من خشية الله ورجاء مغفرته وإمكان التوبة ما قد يفضي على خير ومن أكله مستحلاً بنوع احتيال تأول فيه فهو مُصرٌ على الحرام وقد أقترن به اعتقاده الفاسد بحل الحرام وذلك قد يفضي به إلى شرٍ قوي ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام أمته فقال ( لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم اللهِ بأدنى الحيل ) ثم رأيت هذا المعنى قد ذكره بعض العلماء وذكر أنه روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال( يُحشر أكلة الربا يوم القيامة على صورة الخنازير والكلاب من أجل حيلتهم على الربا كما مُسخ أصحاب داود لاحتيالهم على أخذ الحيتان يوم السبت) يقول الشيخ والله أعلم بحال هذا الحديث ولولا أن معنى المسخ لأجل الاحتيال قد جاء في أحاديث مذكورة بأحاديث معروفه لم نذكر هذا الحديث لأنه يقول سنده قد لايكون ذاك القوي ولعل الحديث الذي رواه البخاري تعليقاً مجزوماً به عن عبد الرحمن بن غند الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ماكذبني سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إنه قال ( ليكونن في أمتي أقوامٌ يستحلون الحِرَ والحرير ألحِرَ : الزنا والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوامٌ إلى جنب علمٍ تروح عليهم سارحة سارحة لهم يأتيهم رجلٌ لحاجه فيقولون أرجع إلينا غداً فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة رواه البرقاني مسنداً ورواه أبو داود مختصر أو لفظه ليكونن من أمتي أقواماً يستحلون الحِرَ والحرير وذكر كلاماً قال ينسخُ منهم قردةً وخنازير إلى يوم القيامة هذه الفائدة العظيمة إنَّما ذاك إذا استحلوا المحرمات بالتأويلات الفاسدة)مثل ما تسمع اليوم الفتاوى شرقاً وغرباً استحلوا المحرمات بالتأويلات الفاسدة فإنهم لو استحلوها مع اعتقاد أن الرسول حرمها كانوا كفاراً ولم يكونوا من أمته ولم يكونوا معترفين بأنها حرام لأوشكوا ألا يعاقبوا بالمسخ كسائر الذين لم يزالوا يفعلون هذه المعاصي,
واضح إذاً هنا عندنا أقوام تأولوا وأقوام كفروا وأقوام فعلوا الذنوب والمعاصي وهم يعرفون أنَّهم مذنبون قال الشيخ لأوشكوا ألا يعاقبوا بالمسخ كسائر الذين لم يزالوا يفعلون هذه المعاصي ولمَّا قيل فيهم يستحلون فإن المُستحلَّ للشيء فهو الذي يأخذه معتقداً حله فيشبه أن يكون استحلالهم الخمر يعني به في الحديث انَّه يسمُّونها بغير اسمها كما جاء في الحديث (ويشربون الإنبذة المحرمة ولا يسمونها خمرا )واستحلالهم المعازف باعتقادهم أن آلات اللهو مُجرد سماع صوتٌ فيه لذة وهذا لا يحرم كالحان الطيور وهذا الذي يقوله القرضاوي وأفراخ القرضاوي كالحان الطيور واستحلال الحرير وسائر أنواعه باعتقادهم أنه حلال للمقاتلة مادام حلّ للمقاتلة يحل لمن ؟ يحل لنا وقد سمعوا أنه يجوز لبسه عند القتال عند كثيرٍ من العلماء فقاسوا سائر أحوالهم على تلك وهذه التأويلات الثلاثة واقعةٌ في الطوائف الثلاثة التي قال فيها المبارك رحمة الله وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبارُ سوء ورهبانهم ومعلومٌ أنها لا تغني من أصحابها شيئا بعد أن بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم وبين تحريم هذه الأشياء بياناً قاطعاً بالعذر وهو معروفٌ في مواضعه ثمَّ رأيت هذا المعنى قد جاء في هذا الحديث رواه أبو داود وابن ماجه عن ابن مالك من حديث عبدالرحمن بن عمر بن مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليشربنَّ ناسٌ من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض و يجعل الله منهم القردة والخنازير وهذا لفظ ابن ماجه وإسنادهما واحد وسيأتي إن شاء الله ذكره في غير وهذا الذي ذكرناهُ ممَّا نقله العلماء ومما دلَّ عليه الكتاب والسنة من كون الذين المعتدين في السبت اعتدوا للاحتيال الذي تأولوه ولا أعلم شيئاً يعارضه لأن أكثر ما ينقل عن بعض السلف أنَّهم اصطادوا يوم السبت وقد ذكرنا ما نقل أنهم اصطادوا متأولين بنوعٍ من الحيلة
كثير من معاملاتنا اليوم يصدق عليها هذا وهذا النقل المُفسر يبين ذلك النقل المجمل وأيضاً فإن ذلك محمولٌ على أنَّ كلَّ أمرٍ من الأمور فعلته طائفةٌ فلا منافاةً بين المنقولات إذا عُرف ذلك فقد قال تعالى ( فجعلناها نكالاً لم بين يديها وما بين خلفها وموعظةً للمتقين) قالوا من أمتي محمدٍ صلى الله عليه وسلم أي الموعظة لمن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يفعلونا مثل فِعالهم وقالوا نكالاً أي عقوبة لم قبلها وعبرة لم بعدها كما قال في السارق ( نكالاً من الله ) وأراد بالنكال العبرة لأنه قال ( جزاءً بما كسبا ) فإذا كان الله سبحانه قد نكَّل بعقوبة هؤلاء سائر من بعدهم ووعظ بها المتقين فحقيقٌ بالمؤمن أنّ يحذر استحلال محارم الله وأن يعلم أنَّ ذلك من أشد أسباب العقوبة وذلك يقتضي أنَّه من أكبر أسباب الخطايا والمعاصي ثمَّ مما يقضي منه العجب أنَّ هذه الحيلة التي إحتالها أصحاب السبت بالصيد قد أستحلها طوائفَ من المفتين حتى تعدى ذلك إلى بعض الحيلة فقالوا إنَّ الرجلَّ إذا نصب شبكةً أو شِصّاً قبل أن يُحرم ليقع فيه الصيد بعد إحرامه ثمَّ أخذهُ بعد حله لم يحرم ذلك أي بعد ما يتحلل وهذه بعينها حيلةُ أصحاب السبت وفي ذلك تصديق قوله سبحانه وتعالى ( فاستمتعتُم بخلاقكم كما استمتَعَ الذين من قبلكم بخلاقِهم وخُضتُم كالذي خاضوا ) وقول النبي عليه الصلاة والسلام ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذةِ بالقذه حتى لو دخلوا جُحر ضبٍ لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ) وهو حديثٌ صحيح وهذا كله إذا تأمله اللبيب عَلِمَ أنه يدل على أنَّ هذه الحيل من أعظم المحرمات في دين الله
الوجه الخامس أنَّ النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم قال إنما الأعمال بالنيات وإنَّما لكل امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأةٌ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه متفق عليه وهذا الحديث أصلٌ في إبطال الحيل وبه احتج البخاري على ذلك فإن من أراد أن يعامل رجلاً معاملةً يُعطيه فيها ألفاً بإلفٍ وخمسمائة إلى آجل فاقرضهُ تسعمائة وباعة ثوباً بستمائة يساوي مائة لاكنه حتى يردّ له ألف وخمسمائة إنما نوى باقتراض التسعمائة تحسين ما ربحه بالثوب وإنما نوى بالستمائة التي أظهر أن أكثرها ربح التسعمائة فلا يكون من عمله إلا ما نواه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا مقصودٌ فاسد غير صالح ولا جائز لأن إعطاء الدراهم بالدراهم أكثر منها مُحرمٌ فعله وقصده فإذا كان إنما باع الثوب بستمائة مثلاً لأن الخمسمائة ربح التسعمائة التي أعطاه إياها بدراهم فهذا مقصودٌ محرم فيكون مُهدراً في الشرع ولا يترتب عليه أحكام البيع الصالح والقرض كما كان مهاجر بن قيس إنما كان له أمُّ قيس ليس له من الأحكام القدرة الشرعية شيء وكذلك المحلل إذا نوى أن يطلق المرأة لتحل للأول ولم ينوي أن يتخذها زوجة فلا تكونوا له زوجه ولا تحل له وإذا لم تكن له زوجة فالتحريم باقٍ فلا تحل للأول وهذا ظاهر
الوجه السادس : ما روى سفيان بن حسين عن بشير عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنَّه قال من أدخل فرسً بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فليس بقمار ومن أدخل فرساً بين فرسين وقد أمن أن يسبق فهو قِمارٌ الأول ليس بقمار رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وسفيان بن حسين قد خرج له مسلم وقال فيه ابن عين ثقةٌ وقال مرةً ليس به بأس وليس من أكابر أصحاب الزهري وكذلك وثقة غير واحد إلى أن قال الشيخ لمَّا تكلم على هذا ووجه الدلالة أن الله سبحانه حرم إخراج السبق من المتسابقين معاً لأنه قمار إذا كان كلٌّ منهما بينَّ أن يأخذ من الأخر أو يعطيه على السبق و لم يقصد المخرج أن يجعل لسابق جُعلٌ على سبقهم ولم يقصد الجُعاله فإذا أدخل ثالثاً كان لهما حالٌ ثانية وهو أن يُعطي جميعاً الثالث ويكون الثالث له جُعلٌ على سبقه ويكون من جنس الجُعاله إلى أن قال الشيخ رحمه الله
ومثلُ ذلك ما روى أبن عباس قال بلغ عمر أن فلاناً باع خمراً قال قاتل الله فلاناً ألم يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود حُرمت عليهم الشحُوم فجملوها فباعوها متفق عليه قال الخطابي جملوها معناها أذابوها حتى تصير ودكاً فيزول عنها أسم الشحم يُقال جملت الشيء وأجملته وقال غيرة جملت الشحم وأُجملهُ بالضم والجميل الشحم المُذاب ويجمُل إذا أكل الجميل.
سوف أذكر لكم بعض الفوائد : أردتُ أنا من خلال سياق كلام الشيخ أن تفهموا هذا الأمر,
الفائدة العظيمة الكبيرة أنَّ الإنسان إذا فعل المحرم وهو يعلمُ أنه مُحرمٌ ولو يعلم أنه فعل المحرم يعلم أنه قد عصى الله أنَّ هذا عاقبته أهون وأسهل ولاريب أن أهون وأسهل بكثير من عاقبة من فعل المحرم وتأول أنه له حلالُ وانه له جائز إلى ماذا يقودنا هذا يقودنا إلى قاعدة عظيمه من قواعد الشريعة ذكرناها مِراراً وتكراراً وهي أن المعاصي والشهوات وإن كان أصحابها يُعذبون ويحل بهم من النكال ما يحل بهم إلا أنها باتفاق أهل السنة أخف كثيراً من البدعة في الدين ما وجه ذلك وجه ذلك أنَّ صاحب البدعة لا يرى أنه على خطأ ويرى أنَّه على خير بل ربما جادلك في الباطل الذي هو عليه هذا هو الذي يُخشى عليه أن يُمسخ قِردًا أو خنزيرا ولذلك يذكر شيخ الإسلام وله شواهد في الحقيقة وابن القيم أنَّ إبليس يقول أهلكتهم بالذنوب فأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلمَّا رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء فصاروا يذنبون ولا يستغفرون ولذلك هذه من أعظم العقوبات التي تحلُ بالعبد ماهي أن يكون على باطل وهو يظن أنه على خير فإن هذا من مكر الله به ولذ قال تبارك وتعالى ( أفمن زُين له سوء عمله فرائهُ حسنا ) وقال ( قل هل نبئكم بالخسرين أعملا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنونَ صُنعا ) ولذا فإن ذنوب أهل المعاصي من جِنسِ ذنب آدم عليه السلام وذنوب أهل البدع من جنسِ ذنب من إبليس هل تاب إبليس وهل تاب الله عليه لا الله ما تاب عليه هل تاب الله على آدم نعم الله تاب عليه ( فتلقى آدم من ربه كلماتٍ فتاب عليه ) إذاً ما حقيقة البدعة حقيقة البدعة أنها تقلب الحق باطلاً وتقلب الباطل حقاً وأن صاحبها لا يكاد يثبت على شيء بل حاله هو التلون والتنقل والتغير و لماذا لأن الباعث له على ما يفعلهُ ماهو الباعث له هو الهوى والهوى على أسمه الهوى هو يثبت الهوى ما يثبت الهوى نوب يصير الرياح على ماقال الهوى ما يثبت ولذلك قال الله تبارك وتعالى ( وأمَّا من خاف مقام ربه ونهى النفسَ عن الهوى ) وهذا هو الواقع يعلم الله أنَّنا شاهدناه فيهم أنهم تتجارى بهم الأهواءُ نسأل الله أن يُعافيهم ولا يبلانا تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلبُ بصاحبه كل يوم الواحد له دين كل يوم الواحد له مبدأ وكل يوم الواحد له فتوى هذه جعلوا مقياسها يعني مثل مقياس اليهود لما إصطادوا ماهو مقياسها
ماذا يقول الشيخ في هذا ما أتممت قرأته عليكم يقول الشيخ هؤلاء لما أنهم صاد آبائهم مضى عليهم زمن وهم يصيدون بهذه الطريقة ما هو آخر أمرهم يقول آخر أمرهم أنهم قالوا أصلاً لو كان هذا حراماً هو حلال لو كان هذا حراماً كان بادرنا الله بالعقوبة لاحظ هال فائدة فهم ما لذي اعتقدوه اعتقدوا أول الأمر هم فعلوه متأويلين لاكن أخر الأمر صار عقيدةً لهم هم أول الأمر تأول ثم ماذا بعد ذلك ماذا صار صار عقيدةً لهم وهذه خذها قاعدة تجد أحد الأهواء تجد مثل عند العوام يقولون إن الإنسان يكذب ثم يصدق نفسه وهكذا أهل البدع تجد أول الأمر يصير عنده ريب ثم يدخل من باب أنه متأول لاكن آخر أمرهم مالذي يحدث آخر أمرهم تصير عقيدة تصير له عقيدة ينافح عنها ويدافع عنها إذاً هذا هو حال يعني من يتعامل مع النصوص في القرآن والسنة بهذه الطريقة يعني كل ماجاءه نص تأوله ولذلك التأويل لاريب أن مفاسده على الناس وعلى الأمم معلومةً كثيرةً هذا من جهة من جهةٍ أخرى في قوله تعالى ( كونوا قردةً خاسئين ) ما معنى خاسئين أي صاغرين محتقرين أذلاء وهذه عاقبه ماذا مخالفة أمر الله بالحيلة أن صاحبه لابد أن يُصاب قد لا تُنسخ صورته أنتبه قد لا تنسخ صورته لا كنه يُنسخ من الباطن ولذلك يقول بعض السلف لمَّا رأى بعضهم راكبا برذون قال والله إن ذل المعصية في رقابهم وإن طقطقت بهم البراذين وإن كذا وكذا ...
فالمسخ قد يكون للقلوب والإفهام ولذا ماذا يقول تبارك وتعالى ( واعلموا أن الله يحولُ بين المرء و قلبه ) أنت اليوم تعرف الحق وتستطيع أن تعمل به لاكن اعلم أنك إذا علمت الحق ثم رددته وكان هذا ديناً لك ومنهجاً لك أنك تعاقب يتقليب القلب وهذا نوعٌ من المسخ إذاً لاحظ أن قوله خاسئين أي أذلاء صاغرين محتقرين كما تقول للكلب أخسئ هذا مقرونٌ بهذه المعصية التي هي أشبه ما تكون بطريقة المشركين والكافرين ( كونوا قِردةً خاسئين فجعلناها نكالاً ) يعني عقوبةً وهذه العقوبة ما ثمرتها العبرة أن يعبر بهم غيرهم من غيرهم ما يمكن ولذلك قال ( وجعلناها نكالاً وموعظةً ) لمن ( للمتقين ) فلا يمكن أن تكون الموعظة إلا لمن إلا لتقي امَّا غير التقي فما تنفعه الموعظة ولعل المعنى أيضاً أو يستنبط منها (موعظةً للمتقين) أي يَعِظوا بها بعضهم بعضا إي يعظ المتقين بهم بعضهم بعضا ولذلك من الدعاء الذي كان شيخ الإسلام يحبه اللهم لا تجعلني عبرةً لغيري ولا تجعل أحداً أسعد بما علمتني
( وجلناها نكالاً لم بين يديها وموعظةً للمتقين ) فإذاً هذا الأمر حدث في قوم داود عليه السلام في زمانه أي في فئة من بني إسرائيل وسوف يحدث في هذه الأمة بل إن من المشهور وقد يكون من المتواتر أن بعض ألرافضتي عند موتهم مُسخوا خنازير صارت وجوههم كما قال ابن كثير وابن القيم وغيرهما صارت وجوههم وجوه خنازير لماذا ؟ لأنهم بدلوا دين الله وحرفوه وعادوا أولياء الله قد قال تبارك وتعالى في الحديث القدسي ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) إذاً المسألة مهب بسهله آه إذا هذا يجعلك ماذا ؟ هذا يربي فيك تعظيم الدليل يربي فيك ألاّ يكون سهل عندك تخالف الدليل وتتأول الدليل أو تحرفه أو تلوي عُنقه أو تعارضه بمشتبه فإن هذا قد يكون باب شر تفتح أنت عليك باب شر ولذا قال تبارك وتعالى ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأُخر متشابهات فأمَّا الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) هذه الآية تدلُّ على ماذا على أن أهل العقول الكاملة هم المعظمين للنصوص الذين لا يضربون النصوص بعضها ببعض ولا يتبعون المتشابه منها إنما يأخذون بالمحكم كما قال ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منهُ آيات محكمات هنَّ أم الكتاب) أي إليهنَّ ترجعُ معاني القرآن هذا دأب الأنبياء والعلماء والصالحين أنهم يأخذون بالدليل الواضح المحكم ولا يسلكون بنيات الطريق لصلوا إلى أغراضهم أو يستحلوا ما حرم الله
إذاً أمة محمد قد يقع فيها مسخ نعم سوف يقع فيها مسخ وسوف يقع فيها خسف وسوف يقع فيها قذف أمور قد أخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام هي لمن من أمة محمد هي للم تأويلين هي لمن للذين يستحلون ما حرم الله بالتأويل ( ليستحلنَّ أقوامٌ من أمتي الحِرَ والحرير والذهب والمعازف )
يقول شيخ الإسلام يقول لا أعلم باتفاق الأمة الأربعة وأتباعهم لا أعلم أحداً منهم أجاز المعازف التي هي اليوم محلُّ أخذ ورد بسبب أن القلوب مُسخت يقول الشيخ لا أعلم أن أحداً من الأمة الأربعة أو أتباعهم أنه أجاز المعازف يعني الأوتار إلا مانُقل عن بعض أتباع الشافعي آله تسمى اليراع مثل الطبل يقول والصحيح أنَّ هذا خطاٌ على الشافعي وحقق الشيخ رحمه الله بالنقل المحقق أن الشافعي لا يقول بهذا ونقل عنه نقولا ً كثيرة قال إنما اختلفوا في ماذا في الغناء إذا كان كلاماً أمَّا إذا كان معازف يقول الشيخ أبداً الأمة الأربع هم أهل السنة إذا قيل الأمة الأربع وش معناها معناها أهل السنة قال لم يختلفوا في أن المعازف حرام
اليوم نلاحظ بعض القنوات الله يهديهم ويفتح عليهم أنهم صاروا يُحدثون أصواتاً تشيه أصوات المعازف ويضيفون إليها بعض ماذا ؟ أنا أخشى والله أن يكون هذا من سبيل اليهود بل أذكر واحد عامي سمع هذا الصوت للأخبار في بعض القنوات ما أريد أن أسمي فقال هذا الصوت يسمى عند الغربيين بالأوبرا ماو دي أمثل الصوت لاكن أنظر هم الآن تركوا الموسيقى يمكن مافيه موسيق لاكنهم جابوا أصوات مثل أصوات بالضبط أصوات الموسيقى ويظنون أنَّ هذا إعلام إسلامي المسألة ماهذا إسلامي بل هذا مُخالف لشرع الله ولدينه



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
من دروس التفسير للشيخ / عبد الله العبيلان حفظه الله
ونفعني الله بعلمه وإياكم والمسلمين
منقول للفائدة

يعطيك العافيه اخوي فايز
على الموضوع الرائع
والله لايهينك

يـعـطيـكـ الـعـافـيـهـ

بـأنـتـظـار جـديـدكـ

جزاك الله خير
على مانقلت لنا وجعله الله في موازين حسناتك

والله كلام جميل أسال الله ان ينفعنا بما قرأنا

ومساله الأناشيد مساله خطيره
ولشيخ المنجد كلام جميل فيه
ممكن تتطلعون عليه ع اليتيوب
محاضره ماذا حدث للنشيد الاسلامي
وهذا رابط اول جزء من المحاضره


وشكرا لك على النقل النافع

[align=center]
منوره بنت الديره

ولا يححرمنا من جديدك
[/align]

[align=center]
يسلمموو لولوه ع الاضافه

الله لايحرمك من الاجر

منوره
[/align]