|
|
|
|
|
|
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
آبل : عندما تصبح الريادة مهنة !
[SIZE="5"]آبل : عندما تصبح الريادة مهنة !
”أتريد أن تبيع مياه غازية طوال حياتك أم تريد أن تغير العالم “ صاحب هذه المقولة هو المدير التنفيذي لشركة آبل “ستيف جوبز” والذي كان يحاول حينها في ثمانينيات القرن المنصرم إقناع “جون سكالي” المدير التنفيذي لشركة بيبسي كولا للدخول معه في شراكة لتطوير الحواسيب في وقت كان يشهد فيه صعودًا وظهورًا مضطردا . إن المتابع لمسيرة آبل يجد أن لها بصمات واضحة في تاريخ التكنولوجيا ، فهي أول من قام بإنتاج الكمبيوتر بشكله الحالي (شاشة ولوحة مفاتيح و فأرة) ، وكان إنتاج الفأرة حدثاً فريدًا في ذلك الوقت غيّر نظرة الكثيرين في التعامل مع الحاسوب إلى الأبد. منذ ذلك الحين و آبل تقفز من إبداع إلى إبداع ومن نجاح إلى نجاح . ومن المعروف أن سوق تكنولوجيا المعلومات بشقيه (Software and Hardware) يعتبر من أشرس أنواع التجارة وذلك للمنافسة الشديدة في هذا المجال . إن القفزة العلمية للحضارة الإنسانية جمعاء في آخر خمسين عام قد توازي ما صنعه الإنسان خلال مائتين سنة على الأقل في تقديري الشخصي ، و يكفي أن ترى أول جهاز هاتف محمول تم إنتاجه في عام 1984 م وتقارنه مع الكم الهائل من الأجهزة المحمولة المتطورة للغاية في أيامنا هذه . “الجودة ليست صدفة و آبل تصنع الجودة” عندما تمارس عملاً لوقت طويل جداً لا بد أن تحترفه وعندها يصبح التجويد أحد أهم المدخلات في عملك . لقد تفوقت آبل على كثير من نظيراتها ليس ببراعة منتجاتها فحسب فهناك الكثير من المنتجات التي تنافسها بشدة ولكن بإتقانها لما تصنع والآيفون خير مثال. كانت تتنافس في سوق الهواتف النقالة شركات معروفة للجميع على رأسها نوكيا و موتورلا و Research In Motion صاحبة جهاز البلاكبيري . تنافست هذه الشركات في إغراق الأسواق بعدد هائل من الأجهزة المحمولة تناسب جميع الاذواق والاعمار والفئات الإجتماعية فـ Nokia لوحدها تنتج أكثر من خمسين موديل مختلف وفي كل يوم تخرج لنا بالجديد. إن المراقب لسوق الهواتف النقالة يجد أن المنافسة – في رأيي- بين الشركات كانت تنحصر في إنتاج جهاز بالمواصفات التالية : 1. التصميم الخارجي للجهاز: قوة ..متانة ..جمال . 2. توفير أكبر دعم ممكن للملتيميديا . 3. نظام تشغيل فعال وجذاب يمكن المستخدم من تشغيل عدد كبير من التطبيقات المختلفة . وقد نجحت لحد كبير هذه الشركات في إجتذاب أعداد كبيرة جداً من المستخدمين لإقتناء أجهزتها بفضل سحر التكنولوجيا وتأثيرها القوي على الإنسان . في عام 2007 م شهد العالم ميلاد أول هاتف محمول تنتجه آبل والذي أصبح معروفا فيما بعد بالآيفون . أشفق كثير من المراقبين حينها على آبل وذلك لحداثة تجربتها في هذا المجال فقد ولجت لسوق مليء بحيتان لا ترحم وكان في إعتقادهم أن آبل لا تمتلك من الأسنان الحادة ما يكفي حتى تأخذ قضمة في هذا المعترك الساخن . وعلى عكس التوقعات فقد أحرز الاآفون نجاحاً منقطع النظير لدرجة جعلت آبل تغير إسمها حتى تواكب التطور الذي أحرزه هذا الوافد الجديد . لقد طبقت آبل مقولة ” بدأنا من حيث انتهي الآخرون” بنسبة 100% . عندما قررت آبل ولوج سوق الهواتف المحمولة إرتكزت في نجاحها على تاريخ طويل من القصور والعيوب في الأجهزة الحالية الخصها في التالي : 1. الإنتاج الغزير لعدد كبير من الموديلات المختلفة كان خصماً على متانة وتصميم الجهاز ، فلنوكيا عدد كبير من الموديلات لا تختلف فيما بينها إلا في تفاصيل بسيطة جداً . 2. أنظمة التشغيل لم تكن تستوعب الحاجات الملحة للمستخدمين وكان تطورها بطيئاً مقارنة بغزارة الإنتاج هذا فضلا عن أن بنية الأجهزة هندسياً لم تكن تقوى على تحمّل نظام تشغيل متطور . 3. الرتابة والكلاسيكية التي أصبحت سمة واضحة ، فمع تخصص عدد من الشركات في إنتاج أجهزة الهاتف المحمول نجدها كلها متشابهة لحد كبير في نمط التفكير الذي يقود لتصميم و إنتاج جهاز وكأنهم يفكرون بعقل واحد . “أن تأتي متأخرًا” بكل ما سبق وبخبرتها الطويلة في التكنولوجيا إستطاعت آبل أن تسد الفراغ الهائل الذي أحدثته شركات الهاتف المحمول بسبب قصر نظرها وركونها للربح على حساب التطوير . قدمت آبل السهل الممتنع ! كل الخدمات والإمكانات التي كانت تزخر بها الأجهزة المحمولة قامت آبل بإعادة صياغتها فخرجت كأفضل و أجود ما يكون بل ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما قدمت للعالم “متجر البرامج” الذي أصبح الكل يقلده . لقد وضعت آبل أسس جديدة في صناعة الأجهزة المحمولة جعلت الكل في حالة لهاث دائم للحاق بها . إن السر العظيم الذي بزت به آبل قريناتها هي الجودة والدقة التي تكاد تلامس سطح الكمال ، فمع كل منتج يقع بين يديك من آبل تشعر وكأن أحدهم قد إستعمله قبلك بسنين عديدة فعرف مكامن الضعف فيه فحسنه ثم أتى به إليك ! وهكذا أصبحت آبل من كيان كاد أن يتداعى إلى قوة ضاربة في سوق الأسهم متجاوزة القيمة السوقية لمايكروسوفت نفسها. إن إتقان الجودة والمحافظة عليها عمل عظيم في ميزان الحضارة ، عمل لا يجيده إلا العباقرة المثابرون ، أما الكلاسيكية فيجيدها كل أحد [/SIZE] |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|